قال تبارك وتعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) الحج
إن ما يحدث اليوم من تدمير وسفك للدماء ، وتعدى على أدنى حقوق الإنسان في غزة الحبيبة ؛ وصمة عار على بني الإنسان والمتشدقين بقيم العالم الحر من أصحاب القرار وممن لم يحركوا ساكناً ، بل عملوا على أن تستمر الإبادة الجماعية عل مرأى من العالم لتزيدنا هماً وغماً وحزناً وكمداً على ما نحن فيه من هموم وغموم ..
إن طبيعة الشدائد والمصائب تفجر الطاقات الكامنة في هذه الأمة المستضعفة والشعوب المغلوبة على أمرها، ويزداد وعيها بأنها لازالت سليبة الإرادة قرارها بيد أعدائها ، لا نريد اليوم بهذه الوقفة أن نسب ونشجب وندين ونلعن ، فقد كفانا هذا الأمر غيرنا ، ولكننا نحاول نلتمس سنن الله وقوانينه في تحقيق النصر على الأعداء ، وأن ندل الناس على حقائق قد تغيب في زحمة الأحداث ، وهيمنة الإعلام المهيج للعواطف والمدمر للنفوس الحرة الأبية ..
أيها الاخوة الكرام ،، إن قضية فلسطين ، هي قضية المسلمين والأحرار في العالم أجمع ، ممن جبلوا على مقارعة الظلم والغصب ، والإستعمار وأعوانه وخدمه ، وليس الأمر كما يظن الكثيرون على أنه نزاع وصراع بين دولة الصهاينة الغاصبة ومنظمة حماس المجاهدة ؛ بل الصراع هنا بين المشاريع المتضادة في العقائد والأخلاق والقيم والنظرة للحياة والكون والوجود ، وسيستمر تفوق الأعداء علينا ، والتحكم في مقدراتنا وسلب إرادتنا وإمكاناتنا ما لم نضع أيدينا على فقه إدارة الصراع ، وعناصر القوة ، وأسباب النصر وعوامل التمكين وهزيمة المحتل ..
إن عدالة قضيتنا ووضوح حقنا الذي ندافع عنه ، أوضح من الشمس في رابعة النهار ، وأمتنا مستعدة للموت والتضحية وبذل الغالي والرخيص من أجل تحرير مقدساتنا وفك سجنائنا ، ولكننا نفتقد للمشروع التحرري الحقيقي ، ووضعنا آمالنا في من ينتمي لهذه الأمة باسمه ووسمه ، أما مشاعره وأهدافه ونظرته ، تكاد أن تكون جزءً لا يتجزأ من رؤية خصومنا ومكرهم .. إن الطريق لتحرير فلسطين ورفع المعاناة عن شعبها ، والخروج من المجازر الوحشية التي تقام للفلسطينيين بين كل حين وآخر ، يحتاج منا للأخذ بالأسباب الآتية والتمكن منها ولو طال الزمن :
1 ـ البحث عن القيادة الحكيمة
2 ـ قوانين الجغرافية العسكرية 3 ـ إعداد الجـيش القـوي المجاهـد 4 ـ إحياء روح الجهاد في الأمة 5 ـ الاستفادة من تجارب التاريخ 6 ـ عبقريـة التخطيـط 7 ـ بعد النظـر السياسـي 8 ـ تفعيل دور العلماء والصالحين9 ـ تشتيت جهـود العـدو الصائـل